لك يوم يا مخيم اليرموك ! بقلم:- باسل ابو شهاب






من عنوان هذا المقال أردت أن أبدء كي نعود بالذاكرة سنوات الى الوراء هو تصريح لأرييل شارون قائد جيش العدو الاسرائيلي اثناء الاجتياح للبنان حيث كان شارون يدرك ان لمخيم اليرموك دور كبير في صفوف الثورة الفلسطينية ويعلم ان المخيم هو واحد من بين مخيمات سوريا الذي كان له الشرف بتقديم عدد كبير من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل فلسطين وفي اكثر المعارك كان رجاله وما يزالون في الصفوف الأمامية مستبسلين بالدفاع عن شرف الأمة العربية لذلك قال شارون (لك يوم يا مخيم اليرموك) وأمضى حياته غير قادر على النيل من مخيم اليرموك ولا حتى على حفظ ماء وجه من المتشفين به حين ذاك وظل هذا المخيم يرمز الى الشتات الفلسطيني بكبر مساحته وتعداد سكانه واتبث هذا المخيم ان للفلسطيني عقل كبير في التجارة والصناعة والعلم والإبداع والثقافة وأصبح شارع لوبيه اهم سوق تجاري في الشام وبكل تأكيد دائماً العقل الفلسطيني يبدع في كل المجالات السياسية والعسكرية والثقافية والصناعية فمنذ عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد كان الفلسطيني من اهم المستشارين السياسين والعسكريين للرئاسة السورية وعلى صعيد الفن والثقافة كان للمخرج والممثل الفلسطيني دور كبير ومميز في تطوير السينما والتلفزيون والمسرح السوري وايضاً كان هناك حضور مهم جدا للمواهب الفلسطينية على صعيد الفرق الفنية السورية التي تتبع الى وزارة الثقافة السورية وكل ما ذكرناه كان نسبه كبيرة منه لأهالي اليرموك الذين يدركون جيدا كباقي اللاجئين الفلسطينين في سوريا انهم عرب قبل ان يكونوا فلسطينين وعليهم مساهمة كبيرة وواجب قومي في حفظ الأمن والأمان لسوريا .
أردت ان ادخل من خلال هذه المقدمة الفقيرة بكلماتها والغنية بمعانيها لنسأل أنفسنا بعض ما هو مخفي بين السطور، هل اليرموك يدفع ثمن انتمائه الوطني العربي؟ وهل ما عجزت عنه اسرائيل تريد ان تنفذه داعش بغطاء أميركي وإسرائيلي ؟
نحن كشعب فلسطيني نعلم الأجوبة ونعلم اننا قادرين ان نصمد ومتأكدين أن المخيم سوف ينتصر ولكن نريد ان يدرك هؤلاء المتأمرين على شعبنا ومنهم من يحمل الهوية الفلسطينية بأن داعش وأعوانها وحلفائها لن تكسر عزيمة اليرموك وسوف يظل المخيم صامدا وشامخا بهويته الفلسطينية التي ترمز الى اللجوء والشتات والمعاناة وحق العودة ، وما يسمى بداعش التي أصبحت تتفوق على معظم الجيوش العربية تسقط كالجرذان على أعتاب مخيم محاصر منذ اكثر من عامين لا يملك العدة ولا العتاد ولا أدنى مقومات الصمود ولكن يملك الإرادة والعزيمة والإيمان بالنصر ، إن أهلنا في مخيم اليرموك رفضوا النزوح من المخيم كي يظل المخيم عنوان للشتات لان هناك الكثير ينتظرون سقوط المخيمات الكبيرة لكي يسقط الملف الأصعب في القضية الفلسطينية وهو حق العودة لذلك علينا ان نقفز عن المناشدات للأمة العربية والإسلامية اللذين يشاهدون ما يجري ولا يحركوا ساكنين فلندعهم مستغرقين في نومهم فعلينا كفلسطينيين ان نجد حل سريع وان لا ننتظر شي من أحد .
أهلنا في مخيم اليرموك قدموا الكثير ويجب علينا أن نقدم لهم اكثر مما يتوقعون ويجب إنهاء هذه الأزمة في أسرع وقت وبكل تأكيد ان داعش لن تكسر مخيم اليرموك وسوف يخيب ظنها كما خاب ظن المجرم شارون وهم في الحال وجهان مختلفان لعملة واحدة

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق